
جرائم القتل وإطلاق النار في درعا.. 39 قتيلاً وجريحاً خلال شباط
جرائم القتل وإطلاق النار في درعا
شهدت محافظة درعا في شهر شباط 2025 تصاعداً في حوادث العنف، أسفرت عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 24 آخرين، وكان معظم الضحايا من المدنيين. الحوادث التي وقعت كانت بسبب إطلاق نار أو العبث بالسلاح، وهو ما يعكس استمرار الفوضى الأمنية التي خلفها النظام المخلوع في المنطقة. ورغم الجهود التي تبذلها إدارة الأمن العام في محاولة ضبط الأمن، لا يزال الوضع متوتراً في العديد من المناطق في المحافظة.
تفاصيل القتلى والمصابين
من بين القتلى الـ15 الذين سقطوا في شباط، كان هناك 13 مدنياً. من بين هؤلاء، قتل طفلان شقيقان في مدينة إنخل إثر العبث بقنبلة يدوية، كما قُتل مختار قرية الشيخ سعد في استهداف مباشر في الريف الغربي. في الريف الشرقي، قتل طفل في بصرى الشام نتيجة إطلاق نار غير مقصود. في الريف الأوسط، قُتل مدير مدرسة سابق بالقرب من قرية النجيح. أما في منطقة اللجاة، فقد قتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم في أثناء محاولتهما سرقة كابلات كهربائية، بينما لقي الثالث حتفه نتيجة انفجار لغم.
إضافة إلى ذلك، أصيب 24 شخصاً، بينهم 21 مدنياً، في حوادث مختلفة، كانت بعضها نتيجة نزاعات شخصية أو إطلاق نار عشوائي. على سبيل المثال، أصيب ستة أشخاص في الريف الغربي إثر مشاجرة مع عناصر الأمن في عابدين، كما أصيب طفل خلال مشادة كلامية مع عناصر الأمن في المنطقة.
توزع القتلى والمصابين
في الريف الغربي، شهدت منطقة طفس مقتل شقيقين في حادث تفجير قنبلة خلال شجار بين بعض الأشخاص. هذا الحادث يعكس تزايد استخدام الأسلحة في الخلافات الشخصية، مما يعرض حياة المدنيين للخطر. في إزرع، تم العثور على خمس جثث مجهولة الهوية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة. وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 50 جثة مخزنة داخل اللواء 34 بالقرب من بلدة المسمية في منطقة اللجاة، وهو ما يعكس عمق الفوضى وعدم الاستقرار في تلك المناطق.
في الريف الشرقي، تعرضت طفلة لإصابة قاتلة بسبب إطلاق نار عن طريق الخطأ في بصرى الشام. بينما في الريف الشمالي، لقي طفلان شقيقان مصرعهما جراء العبث بقنبلة يدوية في بلدة إنخل. الحوادث المتكررة المتعلقة بالعبث بالأسلحة تشكل خطراً كبيراً على حياة الأطفال والمدنيين.
الحوادث الأخرى
حوادث السير كانت أيضاً من بين الأسباب الرئيسية التي أسفرت عن وقوع ضحايا في شباط. فقد لقيت سيدة وطفلها حتفهما في حادث دهس قرب جسر الصنمين، بينما قتل طفلان في جاسم وخربة غزالة إثر حوادث دهس منفصلة. وفي حادث آخر، أسفرت حادثة سير على أوتوستراد دمشق-درعا عن وفاة شخص وإصابة اثنين آخرين. كما أسفر حادث قرب خربة غزالة عن مقتل شاب من ناحتة وإصابة عنصرين من الأمن الداخلي.
إصابات في الحوادث الأمنية
خلال الشهر الماضي، سجلت أيضاً إصابات في صفوف عناصر الأمن. حيث أصيب عنصر من قوى الأمن الداخلي في مدينة الحراك، بينما أصيب اثنان آخران من وزارة الدفاع بطريق الخطأ أثناء تنفيذهم لمهامهم الأمنية. هذه الحوادث تشير إلى تصاعد التوترات في المنطقة، حيث لا تقتصر المخاطر على المدنيين فقط، بل تشمل أيضاً القوى الأمنية.
الفوضى الأمنية
درعا شهدت فترة من الفوضى الأمنية في ظل النظام المخلوع، حيث كانت الجريمة المنظمة وحالات الخطف والابتزاز منتشرة بشكل واسع. مع انهيار النظام المخلوع، كانت المنطقة في حاجة ماسة إلى تدخل أمني حاسم لضبط الوضع. ومع إرسال قوات أمنية لتعزيز الوجود العسكري في المحافظة، كانت هناك محاولات لتسليم الأسلحة غير المرخصة وتسوية أوضاع المطلوبين. ولكن على الرغم من هذه المحاولات، لا تزال الفوضى الأمنية تسيطر على بعض المناطق، مما يعرقل عملية استعادة الاستقرار الكامل.
ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذت لتقليل الفوضى في درعا، فإن الوضع لا يزال غير مستقر، والمجتمع المحلي لا يزال يعاني من تأثيرات هذا الانفلات الأمني. عمليات الاغتيال، الهجمات، وحوادث السرقة والانفجارات تُظهر أن المحافظة تواجه تحديات كبيرة في تحقيق الأمن والاستقرار.
الوضع الراهن وتوقعات المستقبل
يبدو أن الفوضى الأمنية في درعا ستستمر في المستقبل القريب ما لم يتم اتخاذ خطوات فعالة نحو استعادة السيطرة الأمنية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. جهود إدارة الأمن العام قد تحتاج إلى مزيد من التنسيق والموارد لضمان تعزيز الأمن في المنطقة، في حين أن المواطن في درعا لا يزال يعاني من الآثار المباشرة لهذا الانفلات الأمني.
الخاتمة
درعا تظل واحدة من المناطق الأكثر تضرراً من الفوضى الأمنية في سوريا، حيث تعاني من تصاعد حوادث العنف والقتل. الأمل يبقى في تحسين الوضع الأمني من خلال التعاون بين القوات الأمنية والمجتمع المحلي، لكن التحديات لا تزال كبيرة في ضوء ما خلفه النظام المخلوع من فوضى ودمار.
إقراء المزيد:
وزير الدفاع الإسرائيلي يجدد تهديدات نتنياهو بشأن الجنوب السوري ومزاعم حماية الدروز
ارتفاع أسعار الخبز في سوريا: مدير المخابز يشرح الأسباب والتداعيات
إعادة افتتاح مطار حلب الدولي وخطط لتشغيل مطار اللاذقية
أوجلان: دعوة لإنهاء النزاع وإلقاء السلاح
الخارجية السورية تستعرض نشاطات أسعد الشيباني وإنجازاته الدبلوماسية
مركز الملك سلمان يدشّن مشاريع طبية تطوعية في دمشق لدعم القطاع الصحي السوري
اجتماع بريطاني تركي في أنقرة لبحث تهديدات نتنياهو والدعم الدولي لسوريا
مفوضية حقوق الإنسان: احتلال إسرائيل للجولان يهدد استقرار سوريا