
المواجهة تشتعل بين إيران وإسرائيل: تل أبيب تتوعد وطهران تهدد بـ”أبواب الجحيم”
المواجهة تشتعل بين إيران وإسرائيل:دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل منعطفاً بالغ الخطورة مع دخولها اليوم الرابع، حيث تصاعدت الهجمات المتبادلة بين الطرفين لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، وسط مخاوف دولية متزايدة من اتساع رقعة النزاع وانزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.
أكثر من 70 صاروخاً تضرب قلب إسرائيل
فجر الاثنين، شنّت إيران هجوماً صاروخياً مكثفاً استهدف عدة مناطق إسرائيلية، من بينها تل أبيب الكبرى، حيفا، وجنوب البلاد، مستخدمة أكثر من 70 صاروخاً قالت إنها اعتمدت في إطلاقها “تكتيكاً جديداً” أربك أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي.
وأعلنت تل أبيب مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 24 قتيلاً و592 مصاباً منذ بدء التصعيد يوم الجمعة. وتضررت مبانٍ سكنية وفنادق قريبة من السفارة الأميركية في تل أبيب، بينما أكد السفير الأميركي أن مقر السفارة أصيب بأضرار طفيفة دون تسجيل إصابات.
وفي تصريح ناري، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرايل كاتس الهجوم الإيراني بـ”الجبان”، مضيفاً أن سكان طهران “سيدفعون الثمن قريباً”.
إيران تنزف.. وردّ بـ”أبواب الجحيم”
في المقابل، كشفت وزارة الصحة الإيرانية أن الضربات الجوية الإسرائيلية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 224 شخصاً – معظمهم من المدنيين – وإصابة أكثر من 1277 آخرين، فيما توعّد الحرس الثوري الإيراني برد شامل، متحدثاً عن “فتح أبواب الجحيم” إذا استمرت الهجمات.
كما أعلن “الحرس الثوري” مسؤوليته عن الضربات على إسرائيل، مشيراً إلى أن الصواريخ تم توجيهها باستخدام أسلوب عملياتي متطور تجاوز الدفاعات الجوية متعددة الطبقات، وهو ما اعتُبر رسالة واضحة بأن قدرات إيران الهجومية تطورت رغم العقوبات والضغوط الغربية.
إسرائيل ترد بعملية “الأسد الصاعد”
في سياق موازٍ، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استمرار عملية “الأسد الصاعد” داخل الأراضي الإيرانية، والتي استهدفت منشآت عسكرية نووية وقواعد تابعة للحرس الثوري. وأفادت مصادر عسكرية أن العملية أسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين، في ضربة توصف بأنها من أقوى الضربات الإسرائيلية داخل إيران حتى الآن.
قمة مجموعة السبع تتفاعل مع التصعيد
يتزامن التصعيد مع انعقاد قمة مجموعة السبع في كندا، حيث أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن تطورات الملف الإيراني ستكون أولوية قصوى في المناقشات، مؤكداً ضرورة منع طهران من تطوير سلاح نووي، دون المساس بأمن إسرائيل.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فصرح قبل مغادرته إلى القمة: “أحياناً تكون المعركة حتى النهاية ضرورية”، لكنه أبدى أمله في إيجاد تسوية سياسية، نافياً في الوقت ذاته وجود أي دور أميركي مباشر في العمليات العسكرية الجارية، مع تحذير طهران من استهداف المصالح الأميركية.
جدل حول خطة لاغتيال خامنئي
في تطور حساس، أفادت تقارير أميركية بأن إسرائيل قدمت مقترحاً إلى إدارة ترمب لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، لكن البيت الأبيض رفض الخطة، تفادياً لتفجير الموقف أكثر. ورداً على هذه الأنباء، تجنّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق، مكتفياً بالقول: “نفعل ما هو ضروري”.
طهران تؤكد موقفها النووي
من جانبه، جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في جلسة البرلمان التأكيد على أن بلاده لا تسعى إلى تطوير سلاح نووي، لكنها متمسكة بـ”حقها المشروع في الطاقة النووية السلمية والأبحاث العلمية”.
هل تندلع حرب إقليمية شاملة؟
يرى مراقبون أن خطورة الوضع تكمن في تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية موسعة، خاصة مع احتمال دخول أطراف أخرى على الخط، سواء من “حزب الله” أو الجماعات الموالية لإيران في العراق واليمن، فضلاً عن الانعكاسات الخطيرة على الملاحة الدولية والأسواق النفطية.
وبينما تتوعد إسرائيل بـ”الرد الساحق”، وتحذر إيران من أنها “لم تبدأ بعد بالرد الحقيقي”، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ما نشهده هو مجرد فصل جديد في لعبة توازنات الردع، أم بداية لحرب كبرى تعيد رسم خرائط الشرق الأوسط؟
إقراء المزيد:
موقف تونس من التغيير السياسي في سوريا
بيدرسن يرحّب بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب ويؤكد دعمه للمسار السياسي في سوريا
سوريا تبدأ إعادة هيكلة قطاع الأسمنت تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار الكبرى
تكتيك إسرائيلي مباغت: كيف أدخل الموساد الطائرات المسيّرة إلى عمق إيران؟
سوريا تطلق مشروع برق نت لتوفير الإنترنت فائق السرعة بشراكة بين القطاعين العام والخاص