أخبار محلية

حملة أمنية في دير الزور: تحركات احترازية وسط مخاوف من التصعيد الإيراني

حملة أمنية في دير الزور:أطلقت السلطات السورية حملة أمنية موسعة في محافظة دير الزور شرقي البلاد، على الحدود العراقية، وذلك في ظل تنامي التحذيرات الإقليمية والدولية من محاولات إيران توسيع رقعة التصعيد في المنطقة، عبر مجموعات مسلحة تعمل ضمن نفوذها.

تحذيرات إقليمية وتحركات مريبة

وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لصحيفة “الشرق الأوسط”، فإن الحكومة السورية تلقّت تنبيهات من دول إقليمية تفيد بأن طهران تسعى لتفعيل خلايا مسلحة تابعة لها في الشرق السوري، خصوصًا في مناطق البوكمال والميادين، لتنفيذ عمليات انتقامية على خلفية الضربات الإسرائيلية المتصاعدة داخل إيران.

وتأتي هذه الحملة بعد اتصال هاتفي جرى قبل يومين بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، طلب فيه الجانب التركي بشكل مباشر من دمشق الابتعاد عن التصعيد، وعدم السماح باستخدام الأراضي السورية كساحة صراع إضافية في المواجهة بين إيران وإسرائيل.

الأمن الداخلي يطلق الحملة من الميادين

وفي تصريح رسمي، قال العقيد ضرار الشملان، قائد الأمن الداخلي في دير الزور، إن الحملة الأمنية بدأت صباح الاثنين في مدينة الميادين، مشيرًا إلى أنها تستهدف مطلوبين متورطين في أنشطة إجرامية مثل تهريب المخدرات، القتل، والاعتداء على المدنيين.

وأوضح الشملان أن الحملة “مدروسة وتتم بشكل مرحلي”، مشددًا على أنها تنفَّذ بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وتهدف إلى استعادة الاستقرار دون المساس بالأبرياء، مع التركيز على الجهات التي يثبت تورطها بأدلة واضحة.

وضع أمني معقّد وتورّط ميليشيات

الوضع الأمني في دير الزور لا يزال معقدًا، إذ تتداخل فيه الولاءات والجهات المسلحة، وسط نفوذ واضح للميليشيات المدعومة من إيران، خصوصًا في المناطق الحدودية.

وتشير مصادر محلية إلى أن الحكومة السورية لا تزال تعتمد على مجموعات محلية سبق أن عملت ضمن ميليشيات تابعة لإيران أو روسيا، ما يخلق حالة من التوتر والسخط الشعبي بسبب الانتهاكات والانقسامات العشائرية.

وكانت بلدة الهري قرب البوكمال قد شهدت، في مايو/أيار الماضي، عملية أمنية كبيرة أدت إلى تفكيك شبكة تهريب يديرها شخص يدعى حسين العلي وأبناؤه، وضُبطت خلالها كميات من الذخائر والمخدرات، إضافة إلى اكتشاف أنفاق وغرف سرية يعتقد أن “الحرس الثوري الإيراني” استخدمها سابقًا.

بين التصعيد والسيادة السورية

المشهد المتوتر في دير الزور يعكس صورة أوسع من التحديات التي تواجه الحكومة السورية الجديدة، خصوصًا في ظل الضغط الإقليمي والدولي للإبقاء على سوريا خارج دائرة التصعيد بين إسرائيل وإيران.

وفي الوقت الذي تحاول فيه دمشق إظهار سيادتها واستقلال قرارها، يبقى النفوذ الإيراني العميق في شرق البلاد مصدرًا دائمًا للقلق، لا سيما مع ازدياد الهجمات الإسرائيلية على البنية العسكرية الإيرانية في سوريا.

خلاصة

الحملة الأمنية في دير الزور تأتي في توقيت حرج، حيث تسعى دمشق إلى تفادي الانجرار إلى صراع إقليمي واسع النطاق، في وقت يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل. ومع تعقيدات النفوذ العشائري والمسلح، يبقى مستقبل الاستقرار في تلك المنطقة رهن قدرة الحكومة على فرض النظام دون التورط في حسابات القوى الكبرى.

إقراء المزيد:

موقف تونس من التغيير السياسي في سوريا

بيدرسن يرحّب بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب ويؤكد دعمه للمسار السياسي في سوريا

سوريا تبدأ إعادة هيكلة قطاع الأسمنت تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار الكبرى

تكتيك إسرائيلي مباغت: كيف أدخل الموساد الطائرات المسيّرة إلى عمق إيران؟

سوريا تطلق مشروع برق نت لتوفير الإنترنت فائق السرعة بشراكة بين القطاعين العام والخاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى