
دمشق تحت الاستنفار الأمني عقب تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة
دمشق تحت الاستنفار الأمني عقب تفجير :شهدت العاصمة السورية دمشق، مساء الأحد، حالة استنفار أمني غير مسبوقة، إثر الهجوم الدموي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، وأودى بحياة أكثر من 15 شخصاً، معظمهم من المصلين، إضافة إلى عشرات الجرحى.
تفاصيل الهجوم: رعب داخل الكنيسة
بحسب مراسل “تلفزيون سوريا” في دمشق، فإن الانفجار وقع في أثناء تواجد المصلين داخل الكنيسة، حيث بدأ الهجوم بإطلاق نار كثيف من أحد المسلحين، ثم تلاه دخول انتحاري آخر فجر نفسه بحزام ناسف وسط الحضور.
وأفادت شهادات محلية من الأهالي بأن الكنيسة كانت تشهد قداساً وقت الهجوم، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا، بينهم نساء وأطفال. وتم نقل الجرحى إلى مستشفيي المجتهد والفرنسي وسط حالة من الهلع والدمار داخل المكان.
طوق أمني في محيط الكنيسة
عقب التفجير، فرضت قوى الأمن الداخلي والشرطة طوقاً أمنياً مشدداً حول الكنيسة المستهدفة، ومنعت الدخول أو الخروج من المنطقة لغير المعنيين. كما طُبّق الإجراء نفسه في محيط المشافي التي استقبلت الضحايا، في خطوة تهدف لضمان سلامة الإجراءات والتحقيقات.
عمليات تفتيش وانتشار واسع
وانتشرت الحواجز الأمنية في عدة مناطق من دمشق، لا سيما في الأحياء ذات الكثافة المسيحية مثل باب شرقي، باب توما، القصاع، والدويلعة. كما تم رفع مستوى التأهب على مداخل المدينة ومخارجها، مع إجراء تفتيش دقيق للسيارات والمارة، والتحقق من الهويات وفتح الصناديق الخلفية للسيارات.
وأكد شهود عيان أن التفتيش طال حتى سيارات الإسعاف وبعض المركبات الأمنية، في إشارة إلى جدية المخاوف من احتمال وجود تهديدات إضافية.
حالة ذهول في الشارع الدمشقي
الهجوم الذي وقع داخل أحد دور العبادة المسيحية في دمشق هزّ مشاعر السوريين على اختلاف طوائفهم، حيث تداول السكان صوَر الكنيسة التي امتلأت بالدماء والدمار، وسط دعوات لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ العنف.
وأفاد عناصر من الدفاع المدني أنهم عثروا على أشلاء بشرية يُعتقد أنها لأطفال، وسط الركام، فيما تواصلت عمليات التنظيف وتجهيز الكنيسة للمعاينة الجنائية.
الحكومة تتهم “داعش”
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية مسؤولية تنظيم “داعش” عن الهجوم، مؤكدة أن أحد منفّذي التفجير انتحاري ينتمي للتنظيم، أطلق النار قبل تفجير نفسه داخل الكنيسة.
كما توعدت الوزارة بملاحقة المتورطين وكل من ساعد في تنفيذ العملية، داعية المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي تحركات مريبة.
رسائل سياسية من التفجير
يرى مراقبون أن هذا الهجوم يحمل رسائل خطيرة، خصوصاً أنه يأتي في مرحلة تحاول فيها الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع ترسيخ الأمن والاستقرار، بعد سنوات من الفوضى. ويُخشى أن تكون هذه العملية بداية لموجة عنف تستهدف زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد.
كما يُنظر إلى التفجير على أنه محاولة من الجماعات المتطرفة لضرب التعايش الديني في العاصمة السورية، التي تعد من أبرز المدن المختلطة دينياً في المنطقة.
إقراء المزيد
اليوم التاسع من الحرب: إيران تغيّر عقيدتها الصاروخية وأميركا تمنح فرصة أخيرة للدبلوماسية
تفجير كنيسة مار إلياس في الدويلعة: داعش يتبنى الهجوم وسوريا تعلن الحداد
الشيباني يعقد لقاءات دبلوماسية موسعة مع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول
الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب: إدارة موحدة، سيادة وطنية، وتحولات استراتيجية