
تشكيل غرفة تنسيق مشتركة في درعا: خطوة لتعزيز الاستقرار ومواجهة الفوضى الأمنية
تشكيل غرفة تنسيق مشتركة في درعا: في ظل تزايد التحديات الأمنية التي تشهدها محافظة درعا، أعلنت القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة عن تشكيل غرفة تنسيق مشتركة تضم مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود لضبط الوضع الأمني المتدهور.
تعاون أمني موسّع وتنسيق على مدار الساعة
جاء الإعلان خلال اجتماع أمني عُقد اليوم، حضره كبار القادة العسكريين ومسؤولو الأجهزة الأمنية والشرطة، حيث تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة تعمل على مدار الساعة، وتتابع بشكل مباشر المستجدات الأمنية في مختلف أنحاء المحافظة، مع تقديم تقارير دورية للقيادة المركزية حول نتائج العمل والإجراءات المتخذة.
الهدف الرئيسي لهذه الغرفة هو تحقيق استجابة سريعة لأي طارئ أمني، وتنسيق المعلومات بين الأجهزة المختصة بشكل فوري، مما يعزز قدرة الدولة على ضبط الأمن ومنع توسع ظاهرة الاغتيالات والانفلات الذي بات سمة يومية في مدن وبلدات درعا.
تقييم الواقع الأمني وخطط لتحسين الانتشار
الاجتماع الأمني تناول آخر التطورات على الأرض، خصوصاً في القرى والبلدات التي شهدت تصاعداً في عمليات العنف أو ظهور خلايا مسلحة خارجة عن القانون. وتم خلال الجلسة تقييم الخطط الأمنية السابقة، والتأكيد على ضرورة تحديث آليات الانتشار الأمني وسد الثغرات التي تستغلها الجماعات المسلحة.
كما تم التركيز على ضرورة مواجهة التحريض الإعلامي والشائعات، والعمل على بناء علاقة أكثر متانة بين الدولة والمجتمع المحلي.
إشراك المجتمع المحلي في حفظ الأمن
إحدى النقاط التي حظيت باهتمام خاص كانت أهمية دور المجتمع المحلي والوجهاء في دعم جهود الاستقرار. حيث تم التأكيد على أن العمل الأمني لا يقتصر فقط على القوة، بل يتطلب أيضاً تعاوناً مجتمعياً واسعاً، يعزز الثقة ويقلّص من حجم التوتر والانقسام داخل المجتمعات المحلية.
درعا.. محافظة أنهكها السلاح والفوضى
لطالما اعتُبرت درعا واحدة من أكثر المحافظات السورية تعقيداً على المستوى الأمني، لا سيما بعد أن تُركت، خلال السنوات الماضية، تعاني من تفشي السلاح العشوائي وغياب السيطرة الحقيقية. حيث انتشرت عمليات الاغتيال والاعتداءات، التي غالباً ما تُنفّذ بدراجات نارية من قبل مجهولين، وتستهدف مدنيين، وعناصر سابقين في فصائل المعارضة، وحتى أفراداً من القوى الأمنية ذاتها.
هذه الفوضى لم تكن نتيجة أحداث ظرفية، بل انعكاساً لغياب طويل الأمد لأي خطة أمنية حقيقية، وعدم وجود تعاون فعّال بين الأجهزة، ما جعل المحافظة في حالة أشبه بالفراغ الأمني.
هل تكون غرفة التنسيق بداية لتغيير حقيقي؟
رغم أن الإعلان عن غرفة التنسيق المشتركة يُعد تطوراً مهماً، إلا أن نجاح هذه الخطوة مرهون بمدى الجدية في التنفيذ، وقدرة القيادة الأمنية على التعامل بشفافية مع الواقع على الأرض. كما أن إشراك المجتمع المحلي، وخصوصاً الفعاليات الأهلية والوجهاء، سيكون عاملاً حاسماً في إنجاح الخطط الأمنية.
فدرعا تحتاج اليوم إلى أكثر من غرفة تنسيق، تحتاج إلى مصالحة مجتمعية، إصلاحات أمنية حقيقية، ومحاسبة المتورطين في زعزعة الاستقرار، أياً كانت انتماءاتهم.
إقراء المزيد
واشنطن تستنفر.. ميليشيات إيران تهدد القواعد الأميركية في سوريا والعراق
أردوغان يندّد بتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعم استقرار سوريا
الداخلية السورية تداهم وكر منفّذي هجوم كنيسة مار إلياس وتعتقل متزعم الخلية
قطر تندد بـ”الانتهاك الصارخ”.. إيران تقصف قاعدة العديد وتعلن “رداً موازياً”
فضيحة فساد تهز جامعة حلب: فصل 42 طالباً وتحقيقات تطال موظفين سابقين في النظام المخلوع
اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل.. تطبيع محتمل وتنسيق أمني مستمر